نسخة الفيديو النصية
في التلوث الإشعاعي، ما الخاصية التي يجب أن توجد في المادة الملوثة؟ أ: يجب أن يكون اختلاط المادة الملوثة بالمواد الأخرى أسهل مقارنة باختلاط المادة التي تلوثها. ب: يجب أن تمتص المادة الملوثة الإشعاع النووي. ج: يجب أن تكون المادة الملوثة أكثر إشعاعًا من المادة التي تلوثها.
لعلنا نتذكر أن الجسم يعتبر مشعًّا إذا كان يحتوي على ذرات يمكن أن ينبعث منها إشعاع نووي، أو بعبارة أخرى: يحتوي على ذرات غير مستقرة. ونتذكر أيضًا أن هذا التلوث قد يحدث عند خلط مواد ذات خواص مختلفة معًا. ولكي نستعرض المقصود بالتلوث الإشعاعي، سنتناول مثالًا بسيطًا به مادتان. المادة ﺃ مادة مشعة؛ لأنها تحتوي على ذرات غير مستقرة. والمادة ﺏ مادة غير مشعة على الإطلاق؛ لأنها لا تحتوي على ذرات غير مستقرة. وكلتا المادتين لينتان، ويمكن أن تتدفقا بسهولة.
عند خلط هاتين المادتين بإضافة بعض من المادة ﺃ إلى المادة ﺏ، تصبح بعض الذرات غير المستقرة من المادة ﺃ جزءًا من المادة ﺏ. ونجد أن الخليط الناتج يحتوي على ذرات مستقرة وذرات غير مستقرة. وبما أن المادة ﺏ لم تكن تحتوي من البداية على ذرات غير مستقرة وأصبحت تحتوي على بعض الذرات غير المستقرة، فإن المادة ﺏ تكون أكثر إشعاعًا. هذا يعني أنه لكي يكون أي جسم ملوثًا إشعاعيًّا، لا بد أن يزيد النشاط الإشعاعي لهذا الجسم.
حسنًا، ماذا لو عكسنا العملية، وأضفنا بعضًا من المادة ﺏ إلى المادة ﺃ؟ في الواقع، بما أن المادة ﺏ غير مشعة، فإن إضافة بعض من المادة ﺏ إلى المادة ﺃ لا يمكن أن يجعل المادة ﺃ أكثر إشعاعًا. المادة ﺃ لا تصبح أكثر إشعاعًا؛ لأنها تأخذ ذرات من المادة ﺏ. لكن ماذا لو خلطنا مادتين مشعتين معًا؟ المادة ﺟ هنا أقل إشعاعًا من المادة ﺩ، وذلك على الرغم من أن كلًّا منهما مشع. ماذا سيحدث لو أضفنا بعضًا من المادة ﺟ إلى المادة ﺩ؟ هل ستتلوث المادة ﺩ؟ حسنًا، لقد أضفنا بعض الذرات غير المستقرة إلى المادة ﺩ، وقد نظن أنها أصبحت بذلك أكثر إشعاعًا. لكن هل هذا صحيح؟ في الحقيقة هذا ليس واضحًا.
دعونا نسترجع هذه الأمثلة، ونفكر في كل خيار من الخيارات الواردة في السؤال. وسيكون أحد هذه الخيارات صحيحًا. يوضح الخيار أ أنه يجب أن يكون اختلاط المادة الملوثة أسهل مقارنة باختلاط المادة التي تلوثها. ويوضح الخيار ب أنه يجب أن تمتص المادة الملوثة الإشعاع النووي. أما الخيار ج فيوضح أن المادة الملوثة يجب أن تكون أكثر إشعاعًا.
سنفترض أن العبارة في الخيار أ صحيحة، وهي تشير إلى أن المادة التي تختلط بسهولة أكبر هي المادة الملوثة. عندما نقول: إن المادة تختلط بسهولة أكبر، فإننا نعني بذلك: أن عدد الذرات التي تعطيها للمادة الأخرى أكبر من عدد الذرات التي تأخذها منها. لقد لاحظنا أن إضافة بعض من المادة ﺏ إلى المادة ﺃ لا يجعل المادة ﺃ ملوثة إشعاعيًّا، وذلك على الرغم من أن المادة ﺏ هي وحدها التي أعطت ذرات، وأن المادة ﺃ هي وحدها التي أخذت ذرات. ومن ثم يمكننا قول: إن معرفة: أي مادة تعطي عددًا أكبر من الذرات، وأي مادة تأخذ عددًا أكبر من الذرات، لا يمكن أن يحدد إذا ما حدث تلوث إشعاعي أم لا. لذا، سنستبعد الخيار أ.
سنفترض الآن أن الخيار ب صحيح. وهو يوضح أن المادة الملوثة يجب أن تمتص الإشعاع النووي. لعلنا نتذكر أنه عند إضافة بعض من المادة ﺃ إلى المادة ﺏ، تلوثت المادة ﺏ إشعاعيًّا. وعندما حدث هذا، لم تمتص المادة ﺃ الإشعاع النووي. لقد انبعث من المادة ﺃ إشعاع نووي. والمواد المشعة توصف بأنها مشعة؛ لأنه ينبعث منها إشعاع نووي. هذا يعني أن الخيار ب غير صحيح؛ لذا سنستبعده.
سننتقل الآن إلى الخيار ج، وهو يوضح أن المادة الملوثة يجب أن تكون أكثر إشعاعًا من المادة التي تلوثها. عند إضافة بعض من المادة ﺃ إلى المادة ﺏ، تلوثت المادة ﺏ إشعاعيًّا؛ وذلك لأن المادة ﺃ أكثر إشعاعًا من المادة ﺏ. وعند إضافة بعض من المادة ﺏ إلى المادة ﺃ، لم تتلوث المادة ﺃ إشعاعيًّا؛ وذلك لأن المادة ﺏ أقل إشعاعًا من المادة ﺃ. وبالمثل، إذا أضفنا بعضًا من المادة ﺟ إلى المادة ﺩ، فلن تتلوث المادة ﺩ من المادة ﺟ.
حسنًا، أفضل طريقة لفهم هذا هي التفكير في المادة ﺩ بعد إضافة بعض من المادة ﺟ إليها. إذا أخذنا كمية من المادة ﺩ التي خلطت بالمادة ﺟ وقارناها بكمية مساوية من المادة ﺩ التي لم تخلط بالمادة ﺟ، فسنلاحظ أن الكمية المخلوطة أقل إشعاعًا. وعليه، يمكننا قول: إن إضافة بعض من المادة ﺟ إلى المادة ﺩ تسبب في تقليل إشعاع الجزء المخلوط من المادة ﺩ. وكما ذكرنا من قبل، فإن التلوث الإشعاعي يعني: أن النشاط الإشعاعي للجسم الملوث لا بد أن يزيد. ومن ثم، فإننا نعلم أن المادة الملوثة يجب أن تكون أكثر إشعاعًا من المادة التي تلوثها. وهذا هو ما يشير إليه الخيار ج. إذن: الخيار ج هو الإجابة الصحيحة.
